الشـرع يبلغ أمريكا وفرنسا والخليج قراره النهائي..

في أعقاب الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، برزت تطورات دبلوماسية مهمة بين الإدارة الســورية الجديدة بقيادة أحمد الشــرع وروسيا، الحليف السابق للأسد. وفقًا لمصادر مطلعة، قدم الشــرع مجموعة من المطالب إلى موسكو، تهدف إلى إعادة بناء العلــاقات بين البلدين على أسس جديدة.أحد أبرز هذه المطالب كان تسليم الرئيس السابق بشار الأسد، الذي فرّ إلى روسيا بعد سقــوط نظامه. تسليم الأسد يُعتبر خطــوة حاسمة بالنسبة للإدارة الجديدة، حيث يسعى الشــرع إلى محاكمته على الجــرائم التي ارتُكــبت خلال فترة حكمه. هذا الطلب يعكس رغبة القيادة الجديدة في تحقيق العدالة والمساءلة، ويُرسل رسالة قوية حول التزامها بمحاسبة المسؤولين عن الانتــهاكات السابقة.
دفع تعويضات وإعادة الإعمار:بالإضافة إلى ذلك، طلبت الإدارة الســورية من روسيا تقديم تعويضات مالية للمساهمة في جهود إعادة الإعمار والتعافي. تأتي هذه المطالب في سياق تحميل موسكو جزءًا من المسؤولية عن الدــمار الذي لحق بالبلاد نتيجة لدــعمها العســكري والســياسي لنظام الأسد خلال سنوات الحــرب. تهدف هذه التعــويضات إلى تمويل مشاــريع إعادة بناء البنية التحتية المدــمرة، وتعزيز الاقتصاد الســوري المتعثر.رد الفعل الروسي:حتى الآن، لم يصدر تعليق رسمي من الكرملين بشأن هذه المطالب. عند سؤاله عن الموضوع، رفض المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، التعليق، مما يترك الموقف الروسي غير واضح. مع ذلك، خلال زيارة وفد روسي رفيع المستوى إلى دمشق، أكد الجانب الروسي دعمه الثابت لوحدة وسلامة أراضي وسيادة الجمهورية العربية الســورية، مشيرًا إلى أهمية العلاقات بين البلدين في هذه المرحلة الحاسمة.التحديات المحتملة:تواجه هذه المطالب تحديات عدة، أبرزها موقف روسيا من تسليم حليفها السابق، بشار الأسد، والذي قد تعتبره موسكو خطوة غير مقبولة نظرًا للعلاقات الطويلة التي جمعتها به. بالإضافة إلى ذلك، قد ترى روسيا في مطالب التعويضات عبئًا ماليًا، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها.أهمية المطالب:تعكس هذه المطالب سعي الإدارة الســورية الجديدة إلى إعادة صياغة العلــاقات مع روسيا على أسس جديدة، تتجاوز مرحلة الدعــم غير المشروط لنظام الأسد. كما تشير إلى رغبة القيادة الجديدة في تحقيق العدالة والمساءلة، والعمل على إعادة بناء البلاد بمساعدة دولية، بما في ذلك من الدول التي كانت داعــمة للنظام السابق.تُظهر مطالب أحمد الشــرع من روسيا تحولًا في الديناميكيات السياسية في ســوريا بعد سقــوط نظام الأسد. بينما تسعى الإدارة الجديدة إلى تحقيق العدالة وإعادة الإعمار، يبقى التحدي في كيفية تحقيق هذه الأهداف في ظل التعــقيدات الدبلوماسية والمصالح المتشابكة. ستكون استجابة روسيا لهذه المطالب مؤشرًا مهمًا على مستقبل العلــاقات بين البلدين، وعلى مسار التعافي وإعادة البناء في ســوريا.