الأربعاء 23 أبريل 2025

حكم اغتسال الزوجين وكل منهما يرى الآخر

موقع أيام تريندز

السؤال: سماحة الشيخ! هذه الرسالة وردتنا من الرياض من المستمع (ع. ع. ح) يقول عن دخول المرأة وزوجها الحمام وكل منهم يرى من الآخر عورته، فما حكم ذلك؟

الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخيرته من خلقه نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين. أما بعد:
فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه كان يغتسل مع أزواجه رضي الله عنهن وأرضاهن، وهذا يدل على جواز نظر الزوج إلى عورة زوجته وهي كذلك، وقد أباح الله له جماعها ومباشرتها فلا غرابة في ذلك، ولا كراهة في ذلك، فإذا اغتسلا جميعاً في الحمام أو في حجرة معينة وهما مكشوفا العورة فلا بأس بذلك. نعم، ولا حرج فيه.
لكن فيما تقدم يلاحظ أن يكون الحمام ليس فيه من ينظر إلى عورتيهما، لا بد أن يكون هذا في محل خاص مستور ليس فيه إلا الزوج والزوجة، أما إذا كان هناك محل.. إذا كان في محل ينظر إلى عورتهما حرم عليهما ذلك، حرم عليه وعليها جميعاً، وإنما يكون الجواز فيما إذا كانا في محل مستور عن غيرهما. نعم.. 
فقد ثبت في السنة الصحيحة اغتسال النبي صلى الله عليه مع بعض زوجاته من إناء واحد، كما البخاري (261) ومسلم (321) عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، تَخْتَلِفُ أَيْدِينَا فِيهِ.

وفي وراية لهما: " كِلاَنَا جُنُبٌ".

وروى النسائي (239) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: " كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءِ وَاحِدٍ، يُبَادِرُنِي وَأُبَادِرُهُ. حَتَّى يَقُولَ: (دَعِي لِي). وَأَقُولُ أَنَا: دَعْ لِي " وصححه الألباني.

وروى البخاري (253) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَيْمُونَةَ كَانَا يَغْتَسِلاَنِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ.

وروى البخاري (264) عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالمَرْأَةُ مِنْ نِسَائِهِ يَغْتَسِلاَنِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ.

وروى البخاري (322) ومسلم (324) عن زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ، حَدَّثَتْهَا قَالَتْ: كَانَتْ هِيَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْتَسِلَانِ فِي الْإِنَاءِ الْوَاحِدِ مِنَ الْجَنَابَةِ.

فهذه الأحاديث تدل على مشروعية اغتسال الرجل وزوجته معا من إناء واحد.

قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (4/ 2): " وأما تطهير الرجل والمرأة من إناء واحد فهو جائز بإجماع المسلمين لهذه الأحاديث التي في الباب" انتهى .

ولم يرد في السنة النبوية – فيما تعلم – أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الزوجين أن يغتسلا معًا ، ولكن الثابت من عدة أحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك مع أزواجه رضي الله عنهم ، كما سبق ، وهذا كافٍ لإثبات المشروعية .

 والله أعلم.